إعادة قراءة الإرث الفكري العربي- الإسلامي في أوقات الصراع والأزمات
المعهد الفرنسي للشرق الأدنى- إفبو (الأردن)- المعهد الملكي للدراسات الدينية (الأردن) ومعهد الدراسات الشرقية (كوسوفو)
المنظمون
عبد الحميد الكيالي (المعهد الفرنسي للشرق الأدنى)، عامر الحافي (المعهد الملكي للدراسات الدينية)
يطلق المعهد الفرنسي للشرق الأدنى- إفبو سلسلة من الحلقات النقاشية/ المحاضرات تحت مظلة « الأديان والمجتمعات: وجهات نظر مقارنة ». تهدف هذه الأنشطة العلمية إلى استكشاف تأسيس الخطابات السياسية بناءً على التعددية الدينية والاجتماعية في الشرق الأوسط وأوربا في سياق تاريخي. وستنظم هذه السلسلة حول مقاربتين أساسيتين: أولاهما للتراث الفكري العربي- الإسلامي، وثانيتهما للتاريخ الإسلامي على نحو مقارن.
ضمن هذه المقاربة الأولى وبفضل التعاون بين المعهد الفرنسي للشرق الأدنى- إفبو (الأردن) والمعهد الملكي للدراسات الدينية (الأردن) ومعهد الدراسات الشرقية (كوسوفو)، ستستكشف هذه السلسة من الحلقات النقاشية أعمال عدد من مفكري الإسلام في الفترة الكلاسيكية بشكل أساسي (900- 1500 للميلاد) (مثل؛ الماوردي، ابن ميمون، ابن تيمية وسامي فراشري…) أثرت على نطاق واسع في مجتمعاتهم ليتجاوز هذا التأثير العصور التي عاش فيها هؤلاء المفكرون واستمرّ ليشكل إرثًا حاضرًا. وقد تناولت النقاشات الحديثة والمعاصرة في العالم العربي والإسلامي هذا الإرث منذ منتصف القرن التاسع عشر مع مفكري حركة النهضة. وتكشف مراجعة سريعة للنقاشات الحديثة والمعاصرة الكثافة في تفسير إرث هؤلاء المفكرين، وإعادة تفسيره ومقابلته، وهو الأمر الذي يشدّد على إعادة قراءة هذا الإرث الفكري.
في ضوء ذلك، تهدف هذه السلسلة من الحلقات النقاشية إلى تدقيق واحدة من أكثر المفارقات حضورًا في الدراسات الإسلامية اليوم، وخصوصًا في التاريخ الفكري للإسلام؛ وهي العلاقة بين « الكلاسيكي » و »الحديث/ المعاصر »، والتي في الغالب ما تُفصل قصرًا في حقول الدراسات الإسلامية. ولهذا تركز حلقات النقاش على الربط بين الفكر الإسلامي الكلاسيكي من جهة واستمرارية هذا الفكر وإرثه في الحاضر عبر الأعمال العلمية ونقاش المجتمعات العربية والإسلامية له من جهة أخرى. وتهدف هذه المقاربة المتعددة إلى تحقيق هدفين أساسيين؛ أولهما: محاولة بناء، نقض، و/ أو إعادة بناء سِيَر المفكرين محلّ الدراسة لتحييد أثر الأيديولوجيا، الأسطورة والذاكرة الجمعية عند تفسير الماضي. وثانيهما وهو الأهم: استكشاف النماذج المعاصرة في إعادة قراءة هذا الإرث الفكري؛ من قبيل الإسقاط، القطع مع الماضي أو تجاهله، الانتقاء، التعميم، التبسيط، الإخراج من السياق، الأسطَرَة، تشريع الصراع أو العداوة.. إلخ، ودوافع هذه القراءات في الواقع الثقافي، الاجتماعي والسياسي.
الحلقة النقاشية الأولى (أون لاين)
7 نيسان/ أبريل، 2021، 04-06 مساءً (توقيت عمان)
محمد الأرناؤوط (معهد الدراسات الشرقية- كوسوفو)
شمس الدين سامي فراشري (1850-1904). جدل العلمانية والدين والتعددية القومية في إطار الدولة العثمانية
ستناقش هذه الحلقة النقاشية الإرث الفكري للكاتب الألباني- العثماني، الفيلسوف والكاتب المسرحي شمس الدين سامي فراشري الذي برز في النصف الثاني للقرن التاسع عشر، حين كانت الدولة العثمانية تشهد تأزّمًا سياسيًا بعد تعطيل الدستور في مطلع سنة 1878، وقلقًا فكريًا في البحث عن البديل ما بين الغرب المتقدّم والشرق المتأخر، وبروزًا لهويّات قومية (العربية والكردية والأرمنية والألبانية إلخ)، وهويّات جامعة أو عابرة للحدود (التركية والطورانية والعثمانية والجامعة الاسلامية). وقد ساهم بروز وتطور الصحافة وظهور الأجناس الأدبية الجديدة (وخاصة المسرحية والرواية التي أبدع فيها فراشري) في تسريب ونشر أفكار جديدة في هذا السياق. شكّلت أعمال فراشري أساس النهضة الألبانية، حيث كان رائدًا في تسويق التعددية القومية في إطار الدولة العثمانية، إضافةً إلى إرثه في مجال التعليم والأبجدية، إذ تحمل إسمه العديد من المدارس العليا المشهورة في ألبانيا. تُرجمت أعمال فراشري وأعيد طباعتها وتداولها على نطاق واسع وما يزال في ألبانيا والبلقان وتركيا.
محمد م. الأرناؤوط : يحمل دكتوراة في الأدب المقارن ودكتوراه في التاريخ الحديث. عضو أكاديمية العلوم في كوسوفو وأكاديمية العلوم في البوسنة. عمل في جامعة بريشتينا/ كوسوفو وعدة جامعات أردنية خلال 1974-2018 ومديرًا لمعهد الدراسات الشرقية خلال 2018-2018، وهو الآن رئيس تحرير مجلة « دراسات شرقية » السنوية التي تصدر عن المعهد. حصل على ميدالية الجمهورية التقديرية عام 2012 على مجمل أعماله.