Les mosaïques romaines et byzantines de syrie du nord
La collection du musée de Maarrat al-Nu’man
Inventaire des mosaïques antiques de Syrie (I.M.A.S.), fascicule 3
Auteur
Komait Abdallah
Résumé
Ce livre présente les résultats des études effectuées sur la collection des mosaïques romano-byzantines, exposées au musée de Maarrat al-Nu‘man en Syrie du Nord. Cette collection regroupe une quantité importante de panneaux de mosaïques, découvertes principalement dans des villages des provinces d’Idlib et de Hama. Elle constitue une documentation de première importance sur l’histoire de l’art des mosaïques dans cette partie de la Syrie notamment à l’Antiquité Tardive.
Les mosaïques ont été étudiées dans le cadre d’une thèse que l’auteur a soutenue à l’université de Paris 1 en 2009. La thèse a abordé ces mosaïques dans le cadre d’un catalogue, alors que, dans la présente publication ces mosaïques sont traitées selon une approche tout à fait différente, qui souligne le contexte architectural restitué en grande partie grâce aux documents anciens et grâce à l’examen attentif de la forme et de la taille des panneaux. Les mosaïquées sont les pavements de 18 édifices religieux dont la majorité provient des églises et 3 des édifices publics. Il y a aussi 11 pavements dont le contexte architectural n’est pas déterminé, alors que leurs sites de provenance sont connus. Par ailleurs, il y a deux groupes de tapis dont on ignore le contexte architectural et la provenance. Ce classement des mosaïques de la collection du musée permet d’aborder une grande partie d’entre elles dans leurs cadres architecturaux et d’examiner le lien éventuel entre le programme décoratif et l’architecture.
Cet ouvrage a donc pour objectif de suivre l’évolution de l’art de la mosaïque en Syrie du Nord, notamment à l’époque paléochrétienne et de montrer la place de cet art au sein de la production de mosaïques au Proche-Orient en général et en Syrie en particulier.
Abstract
The book presents a study of mosaics collection at Maarrat al-Nu‘man museum located in Northern Syria. This collection gathers a great number of floor mosaics, discovered mainly in villages and sites of both Hama and Idlib provinces. It constitutes indeed a most important documentation about the history of mosaic art in Syria. Those mosaics have been studied in a PhD thesis which the author discussed in 2009 at the Sorbonne university (Paris 1). The subject has been treated in the thesis as a catalogue, however in this book, the mosaics are studied with a different approach focusing on the mosaics in their architectural context. The restitution of the original architectural plan was studied in regards to the ancient documents available, especially the photography of the mosaic and building in situ and the study of the form and the measure of panels. 18 religious buildings were identified, a majority of them are churches, and 3 are public buildings. There are also 11 floor mosaics whose discovery places are certain, but their architectural framework is unknown. In this collection there are two groups of panels for which both the place and the building are not identified. This classification of floor mosaics in the museum has allowed the study of a great number of panels in their original place in the building and of the possible link between the decor and the architectural frame. The study of all the mosaics in the museum indicates therefore their exceptional importance concerning the evolution of mosaic art in Northern Syria, especially in the early Christian era, and testifies their place into the mosaics production in the Middle-East in general, and in Syria in particular.
الفسيفساء الرومانية والبيزنطية في منطقة شمال سوريا
مجموعة متحف معرة النعمان
كميت عبدالله
سلسلة الفسيفساء القديمة في سورية
الكتاب ٣
ملخص
يقدم هذا الكتاب دراسة شاملة للوحات الفسيفساء المعروضة في متحف معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غرب سورية والذي يعتبر من أحد أكبر متاحف الفسيفساء في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط. اكتشفت معظم هذه اللوحات في القرى والمزارع الممتدة بين محافظتي حماه وإدلب، إضافة إلى عدد قليل من اللوحات المكتشفة في محافظة حمص. وجميع هذه اللوحات تعود للفترة البيزنطية في سورية وتؤرخ بين أواخر القرن الرابع وحتى نهاية القرن السادس الميلاديين، باستثناء لوحة واحدة تعود للفترة الرومانية وتحديداً نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلاديين. وقد شكلت دراسة هذه اللوحات موضوع أطروحة الدكتوراه التي قمت بمناقشتها في عام 2009 في جامعة السوربون باريس 1. حيث قمت بإعداد دراسة مفصلة عن جميع اللوحات وفق ترتيب عرضها في قاعات وأجزاء المتحف المختلفة. لكن في هذا الكتاب، تم إجراء مقاربة مختلفة لدراسة هذه اللوحات تتضمن تصنيفها بحسب الإطار المعماري الذي كانت توجد فيه. وقد تطلبت هذه المقاربة الجديدة العمل على جمع جميع الوثائق المتاحة، خصوصاً الصور القديمة التي توثق تلك اللوحات في مكان الاكتشاف. وبنتيجة هذا العمل فقد تم توثيق 18 أرضية فسيفسائية لمباني دينية مسيحية خصوصاً الكنائس، إضافة إلى 3 لوحات من أرضيات مباني عامة. وهناك 11 لوحة فسيفسائية لم يتم تحديد إطارها المعماري رغم تحديد مكان الاكتشاف. كما يوجد مجموعتين من اللوحات إحداهن تضم قطع فسيفسائية كشفت في شمال سورية وهربت إلى الخارج، ثم أعيدت بموجب اتفاقية بين الجمهورية العربية السورية و دولة كندا برعاية منظمة اليونسكو. بينما المجموعة الثانية تحتوي على أجزاء من لوحات فسيفسائية مسروقة من منطقة معرة النعمان تم مصادرتها وإعادتها إلى المديرية العامة للأثار والمتاحف.
تبين نتائج الدراسات المقدمة في الكتاب الأهمية الاستثنائية لهذه اللوحات فيما يخص تطور فن الفسيفساء في سورية بشكل خاص في الفترة البيزنطية. كما تسلط الضوء على انتشار العناصر الزخرفية والأشكال التصويرية المختلفة والتي شكلت بالمجمل استمرارية للتقاليد الزخرفية للفسيفساء السورية المعروفة في تلك الفترة، حيث سادت الزخارف الهندسية في نهاية القرن الرابع والربع الأول من القرن الخامس الميلاديين، بينما سادت المشاهد الحيوانية بجانب الزخارف الهندسية والنباتية بشكل عام الأرضيات اعتباراً من الربع الثاني من القرن الخامس وحتى نهاية القرن السادس الميلاديين. إضافة إلى ذلك فإن الكتاب يلقي الضوء على ارتباط نوع الزخارف الممثلة على الفسيفساء مع المكان الذي تبلطه في الكنائس، وعلى خصوصية ورمزية بعض الزخارف والمشاهد المصورة. وقد تم تحديد عدد من العناصر الزخرفية التي انتشرت في فضاء زماني ومكاني محددين في منطقة أفاميا، ما يعطي بعض المؤشرات حول إمكانية التعرف على بعض الأعمال لورش محلية. ورغم تأثر فن الفسيفساء في تلك المنطقة بشكل أساسي بالزخارف والصور الموروثة من الفترتين الرومانية والهلنستية، إضافة إلى بعض التأثيرات من الفن الساساني، فإن ذلك الفن يتمتع بخصوصية محلية تميزه عن فن الفسيفساء المعروف في مناطق أخرى. تتميز هذه الخصوصية بقولبة كل التأثيرات الخارجية في بوتقة محلية ضمت أيضاً بعض الزخارف المحلية الشرقية وتكللت في بعض الأحيان ببزوغ أفكار ابداعية تمثلت في تطوير زخارف قديمة وابتكار زخارف جديدة خصوصاً الهندسية والنباتية منها.
يقدم هذا الكتاب أيضاً ترجمات ل 28 نقش يوناني ونقشين سريانيين، بعضها مترجم ومدروس والبعض الأخر غير معروف، والتي تغنينا بمعلومات مهمة جداً لناحية دور المجتمع المحلي في القرى في تمويل بناء وزخرفة الكنائس، ما يعكس الارتباط المتين للسكان بالديانة الجديدة وازدهار الحالة الاقتصادية للريف في تلك الفترة. كما تزودنا هذه النقوش بمعلومات عن التنظيم الديني والإداري المبكر للكنيسة من خلال ورود أسماء ووظائف رجال الدين ودورهم في الإشراف على بناء وتجميل الكنيسة. كما يعطي عدد كبير من هذه النقوش تواريخ دقيقة لإنجاز الأعمال ما يشكل عامل حاسم في تأريخ اللوحات وتتبع تطور الزخارف المختلفة.
بالنهاية فإن الهدف الرئيسي من الكتاب هو المساهمة في توثيق جزء مهم من الإرث الثقافي لهذه المنطقة من سورية و تقديمه وفق منهجية علمية وتعميق معرفتنا بتاريخها في الفترة الرومانية والبيزنطية على الأخص.